تقدر تغيّر حياتك
نلوكُ منذ أكثر من نصف قرن مقولة " صنعة في اليد أمان من الفقر " ومع هذا لم يُؤثر هذا المفهوم في العُرف الاجتماعي
بشكلٍ يدفع الناس لقبول الأعمال المهنية واليدوية وتلك التي تتطلب مهارات معينة. طغت الوظيفة الكتابية على رغبات العموم ،
وأصبح السعي للحصول على الشهادة الجامعية هدفاً وفي النهاية وظيفة إدارية قد لا يكون لها أيّ علاقة بتخصص الخريج. السؤال:
بالرغم من كثرة المقولات التي تحث على القيم المثالية وتتوارثها الأجيال ، لماذا لم تؤثر في سلوك الناس وتعاطيهم مع تفاصيل الحياة؟!
أتذكرون مقولة : ويلٌ لأمةٍ تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج وتركب مما لا تصنع ؟ أكيد يذكرها البعض على الأقل، حسناً لماذا
يصف الناس هُنا الأعمال المهنية من فِلاحة وصناعة وأجرة بأنها أعمال وضيعة يستنكفون عنها ؟ هكذا قال البعض عنها وهكذا أسموها
ومع هذا فإن الرافضين لها يقفون في نفس الوقت موقف الضد من وجود الوافد الأجنبي. ليس هذا فحسب بل إن البعض لازال يرفض الكشف
على أُنثاه المريضة إلا بواسطة امرأة ومع هذا يُجاهد في مقاومة توظيف المرأة بوظائف شريفه كممرضة أو بائعة مستلزمات نسائية
أو موظفة استقبال ..الخ.
ما علينا. دعوني في هذه المُناسبة لأنْ أُشير ، على عُجالة ، إلى مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ذات الرسالة الأكثر أهمية
من الجمعيات الخيرية التي تقدّم إعاناتها المُباشرة للمحتاجين. إنها جمعية الأيادي الحرفية الخيريّة (حرفية) التي انتهجت حسب
موقعها على النت خطاً مغايراً فتقوم بتأسيس فئاتها المستهدفة على التمكن من فتح أبواب الرزق لهم من خلال تدريبهم على
الحرف اليدوية وتحويلهم من أشخاص مُعالين إلى مُنتجين. شاركت جمعية (حرفية) في تدريب 500 يتيم وأرملة. ضمن برامجها التدريبيّة
برامج مُخصصة للمرأة، كأعمال الديكور ، صيانة أجهزة الحاسب الآلي والاليكترونيات، فن التصوير، فنون تصميم الأزياء ، وغيرها.
كأني بمن يقف موقف الضدّ للمرأة يقول:وهل نحن بحاجة إلى مثل هذه الحِرف حتى تمتهنها نساؤنا؟!
تقدر تغير حياتك شعار جمعية (حرفية) يغني عن السؤال والجواب.